کد مطلب:239483 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:126

و ماذا بعد الوصول الی الحکم
و هكذا .. فان المأمون كان یحسب أنه اذا قتل أخاه، و تخلص من أشیاعه و مساعدیه، و بعد أن توتی الحملة الدعائیة ضدهم ثمارها - كان یحسب و یقدر - أن الطریق یكون قد مهد له للاستقرار فی الحكم، و أنه سوف یستطیع ببعد هذا أن یطمئن، و ینام قریر العین .

و لكن فأله قد خاب، و انقلبت ماجریات الامور فی غیر صالحه ؛ فان الایرانیین قد : « انفضوا بعد الحرب الأهلیة المفجعة بین الأمین و المأمون، عن



[ صفحه 182]



تأیید العباسیین .. » [1] انفضوا عنه لیمنحوا العلویین عطفهم و محبتهم، و تأییدهم؛ لأنهم یعرفون أنهم هم الذین یقیمون العدل، و یعملون بشریعة الله - و ما موقف نیسابور، و صلاتی العید، الا الدلیل الواضح و القاطع علی تلك العاطفة، و ذلك الحب و التقدیر . و أیضا انفضوا عنه لأنه قد كشف لهم عن وجهه الحقیقی، و عرفهم بواقعه الأنانی البشع، و خصوصا بعد أن عانوا ما عانوا هم و غیرهم من صنوف الظلم والجور و الاضطهاد، فی ظل نظام الحكم الذی طالما عملوا من أجله، و ضحوا فی سبیله ..

و حتی لو أنهم كانوا لا یزالون علی تأییدهم له، فانه لا یستطیع بعد هذا أن یعتمد علی ذلك التأیید، و علی ثقتهم به طویلا ؛ فانه كان من السهل - بعد أن فعل بأخیه و أشیاعه، و غیرهم، ما فعل - أن یكتشفوا أن ذلك منه ما كان الا سیاسة و دهاء .. كما أنه أصبح من الصعب علیهم - بعد تجربتهم الاولی معه ، و مع وعوده ، التی ما أسرع ما نسیها - أن یقتنعوا منه بالأقوال التی لا تدعمها الأفعال، و لسوف لا یطمئنون الیه، و لن ینقادوا له - بعد هذا - بالسهولة التی كان یتوقعها ..


[1] امبراطورية العرب ص 649.